أن الموضوع الذي أردت طرحه والذي آمل أن يلقى قبولاً من المهتمين والمسئولين على حد سواء أرى أنه مهم وحيوي لأنه يخص أهم شريحة في المجتمع آلا وهي فئة الشباب ولعلنا نتفق جميعاً أن هذه الفئة من أهم مكونات المجتمع فهي المحرك لرد طاقته المتجددة وعماد الوطن ودرعه وبالتالي فإننا إن أحسنا تنشئتهما وتوجيهها التوجيه السليم نكون قد أحسنا للوطن والمواطن وإن أسئنا قد جنينا على أنفسنا وبلدنا.............. ومن هنا يتعين على المسئولين والقائمين في الدولة التخطيط السليم والإعداد القويم وهذا الإعداد ينبغي أن يبدأ من دخول الطفل المدرسة الابتدائية وما
سيتبعه من توجيه مدروس نحو التخصصات الدراسية في المراحل التعليمية المختلفة بحيث يكون التوجيه وفق حاجة المجتمع وبما يضمنه وجود مواطن شغل للشباب عند تأهله للوظيفة.
إلا أنه وللأسف تبدأ معاناة الشباب فقد لحظة تخرجه من المؤسسة التعليمية , فلا تكتمل فرحة التخرج حتى تبدأ المعاناة ورحلة البحث عن وظيفة أو العمل بما يناسب التخصص لدى الدوائر الرسمية المختلفة بالدولة والإجابة معروفة سلفاً(آسف ما فيش عمل) ويعود ويتكرر تردده على الدوائر المختلفة ويعيش الشباب المسكين بين ضغط الأسرة التي تلح عليه باستمرار لأجل البحث عن الوظيفة وبين اعتذار دوائر الدولة ويضاف إلى ذلك متطلبات الحياة المتزايدة ويستمر الضغط وتطول المعاناة فيلجأ الشاب للهرب من الواقع الذي يعيشه بالخروج للشارع الموبوء بالأمراض الأخلاقية
والاجتماعية وعلى رأسها آفة المخدرات والمسكرات والتطرف الديني وليس صعباً التعرف على المروجين لهذه العلل وما أسهل أن يجد الشاب رفاق السوء ونكون بذلك قد جنينا على أنفسنا وعلى فلذات أكبادنا بأنفسنا ونلوم الأسرة والسبب هى الدولة المقصر الأول؟!! أليس بتخليها عن الشباب وعدم توظيف هذه الطاقات تكون قد دفعتهم للانحراف والجريمة؟
لقد أصبحت الوظيفة لفاقدها اليوم (حلم) ويصعب على المرء إن لم يكن من المستحيل الحصول على وظيفة ما لم تكن قد سبقته (واسطة) للجهة التي يرغب العمل بها.
وحتى نستفيد من شبابنا علينا إدماجهم في العمل بالمجتمع وقتل أوقات فراغهم وأن نعطيهم قبل أن نلزمهم بالعطاء ومن هنا نرى أن التخطيط السليم ضرورة والإعداد الجيد واجب لخطط تنموية تستوعب الأجيال القادمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته