حدثنا أمية بن بسطام حدثنا يزيد يعني ابن زريع حدثنا روح عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اغتسل ثم أتى الجمعة فصلى ما قدر له ثم أنصت حتى يفرغ من خطبته ثم يصلي معه غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام
صحيح مسلم بشرح النووي
قوله صلى الله عليه وسلم : ( من اغتسل ثم أتى الجمعة فصلى ما قدر له , ثم أنصت حتى يفرغ من خطبته ثم يصلي معه غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام )
. وفي الرواية الأخرى : ( من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام ) فيه فضيلة الغسل وأنه ليس بواجب للرواية الثانية . وفيه استحباب وتحسين الوضوء . ومعنى ( إحسانه ) الإتيان به ثلاثا ثلاثا , وذلك الأعضاء وإطالة الغرة والتحجيل , وتقديم الميامن , والإتيان بسننه المشهورة . وفيه أن التنفل قبل خروج الإمام يوم الجمعة مستحب , وهو مذهبنا ومذهب الجمهور . وفيه أن النوافل المطلقة لا حد لها لقوله صلى الله عليه وسلم : ( فصلى ما قدر له ) . وفيه الإنصات للخطبة , وفيه أن الكلام بعد الخطبة قبل الإحرام بالصلاة لا بأس به .
قوله صلى الله عليه وسلم في الرواية الأولى : ( ثم أنصت ) هكذا هو في أكثر النسخ المحققة المعتمدة ببلادنا , وكذا نقله القاضي عياض عن الجمهور , ووقع في بعض الأصول المعتمدة ببلادنا ( انتصت ) , وكذا نقله القاضي عن الباجي وآخرون ( انتصت ) بزيادة تاء مثناة فوق , قال : وهو وهم , قلت : ليس هو وهما بل هي لغة صحيحة ; قال الأزهري في شرح ألفاظ المختصر : يقال : أنصت ونصت وانتصت ثلاث لغات .