بــريق الألمــاس مشرف المنتدي الديني
عدد المشاركات : 5583 العمر : 34 نقاط التميز : 110 عدد الأوسمة : 7 البلد : الحالة : الهواية : أوسمة المنتدي :
| موضوع: لماذا الإحتفال بالمولد النبوي بدعه ؟؟تفضل لكي تعرف الإجابة 2010-02-20, 10:15 | |
|
يقول الحق تبارك وتعالى { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } آل عمران - الآية 31 -
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية : وهذه الآية فيها وجوب محبة الله، وعلاماتها، ونتيجتها، وثمراتها، فقال { قل إن كنتم تحبون الله } أي: ادعيتم هذه المرتبة العالية، والرتبة التي ليس فوقها رتبة فلا يكفي فيها مجرد الدعوى، بللا بد من الصدق فيها، وعلامة الصدق اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم فيجميع أحواله، في أقواله وأفعاله، في أصول الدين وفروعه، في الظاهروالباطن، فمن اتبع الرسول دل على صدق دعواه محبة الله تعالى، وأحبه اللهوغفر له ذنبه، ورحمه وسدده في جميع حركاته وسكناته،ومن لم يتبع الرسول فليس محبا لله تعالى، لأن محبته لله توجب لهاتباعرسوله، فما لم يوجد ذلك دل على عدمها وأنه كاذب إن ادعاها، مع أنها علىتقدير وجودها غير نافعة بدون شرطها، وبهذه الآية يوزن جميع الخلق، فعلىحسب حظهم من اتباع الرسول يكون إيمانهم وحبهم لله، وما نقص من ذلك نقص ) .
ـــــــــــ فيا من تحتفل بالمولد النبوي هل ترى احتفالك بمولده من الإتباع له صلى الله عليه وسلم ؟؟! إليك هذا الجمع المبارك من فتاوى وأقوال أهل العلم قديما وحديثا يبين لك فيها أن الإحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم بدعة منكرة وليست من الإتباع في شيء
ــــــــــــــ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله المتوفى سنة 728? في مجموع الفتاوى ( 25 / 298 ) مانصه { وأما اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية كبعض ليالي شهر ربيع الأول التي يقال إنها ليلة المولد , أو بعض ليالي رجب أو ثامن عشر ذي الحجة أو أول جمعة من رجب أو ثامن من شوال الذي يسميه الجهال عيد الأبرار فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف ولم يفعلوها } , و قال أيضا رحمه الله عن المولد : { فإن هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضي له , وعدم المانع منه ولو كان خيرا محضا أو راجحا لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا , فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيما له منا وهم على الخير أحرص } _ اقتضاء الصراط المستقيم ص 295 _
***********
قال الإمام الشاطبي رحمه الله المتوفى سنة 790? عند عده للبدع التي تضاهي الشرعية :{ ومنها التزام الكيفيات والهيئات المعينة كالذكر بهيئة الإجتماع على صوت واحد واتخاذ يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عيدا وما أشبه ذلك } _ الإعتصام للشاطبي (1 / 39 ) _
************ وقال الشيخ تاج الدين الفاكهاني المتوفى سنة 734? _ رحمه الله :
{ لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنّة ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة الذين هم القدوة في الدين المتمسّكون بآثار المتقدمين } عمل المولد ص 20 _ 21 نقلا عن التبرك أنواعه وأحكامه ص 362 _ وقال الونشريسي تحت عنوان " التحبيس _ الوقف _ على إقامة ليلة المولد ليس بمشروع "
***********
وقال العلامة ابن الحاج المتوفى سنة 737? في كتاب المدخل ( 2 / 11- 12 ) مبينا حكم المولد فقال : " ذلك زيادة في الدين ليس من عمل السلف الماضين , واتباع السلف أولى بل أوجب من أن يزيد نية مخالفة لما كانوا عليه , لأنهم أشد الناس اتباعا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيما له ولسنته صلى الله عليه وسلم ولهم قدم السبق في المبادرة إلى ذلك , ولم ينقل عن أحد منهم أنه نوى المولد ونحن لهم تبع فيسعنا ما وسعهم وقد علم أن اتباعهم في المصادر والموارد "
**********
وقال الشيخ العدوي المتوفى سنة 1189? في حاشيته على " مختصر الشيخ خليل " ( 8 / 168 ) : " عمل المولد مكروه "
**********
وقال مثله الشيخ محمد عليش المتوفى سنة 1299? في فتح العلي المالك ( 1 /171 )
**********
وقال السيد علي فكري _ المتوفى سنة 1372? _ في المحاضرة السادسة عشرة من المحاضرات الفكرية ص 128 _ لم يكن في سنة العرب أن يحتفلوا بتاريخ ميلاد لأحد منهم ولم تجر بذلك سنة المسلمين فيما سلف والثابت في كتب التاريخ وغيرها أن عادة الإحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم من العادات المحدثة ... ) .
*********
ونص على بدعية الإحتفال بالمولد ابن النحاس في تنبيه الغافلين ص138 والشقيري في السنن والمبتدعات ص 128
ومحمد رشيد رضا في الفتاوى (4 / 1242)
ومحمد جمال الدين القاسمي في كتاب إصلاح المساجد من البدع والعوائد (114_115)
وأحمد بن حجر آل أبو طامي في تحذير المسلمين عن الإبتداع ص 184 _190 ) .
**********
وسئل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي المملكة ورئيس القضاة والشؤون الإسلامية سابقا رحمه الله عن حكم الإحتفال بالمولد النبوي فقال :
لم يكن الإحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم مشروعا ولا معروفا لدى السلف الصالح رضوان الله عليهم ولم يفعلوه مع قيام المقتضي له وعدم المانع منه ولو كان خيرا ماسبقونا إليه فهم أحق بالخير وأشد محبة للرسول صلى الله عليه وسلم وأبلغ تعظيما له.. فلما كان غير معروف لدى السلف الصالح ولم يفعلوه وهم القرون المفضلة دل على أنه بدعة محدثة . ( فتاوى محمد ابراهيم 2 – 3 / 57 ) .
**********
وسئل سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز مفتي عام المملكة سابقا_ رحمه الله_ عن حكم الإحتفال بالمولد فقال : لا يجوز الإحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا غيره لأن ذلك من الأمور المحدثة في الدين لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله ولا خلفاؤه الراشدون ولا غيرهم من الصحابة رضوان الله على الجميع ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة وهم أعلم الناس بالسنة وأكمل حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومتابعة لشرعه ممن بعدهم ... ثم إن غالب هذه الإحتفالات بالموالد مع كونها بدعة لا تخلو من اشتمالها على منكرات أخرى كاختلاط النساء بالرجال واستعمال الأغاني والمعازف .... وقد يقع ما هو أعظم من ذلك وهو الشرك الأكبر وذلك بالغلو في رسول الله أو غيره من الأولياء ودعائه والإستغاثة به ....) فتاوى سماحة الشيخ ابن باز ( 1 / 178 ) .
****************
فتاوى من موقع فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله تعالى –
هل يحل للمسلمين أن يحتفلوا بالمولد النبوي ؟
سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله تعالى – وجعل الفردوس الأعلى مأواه -:
السؤال الأول : هل يحل للمسلمين أن يحتفلوا في المسجد ليتذكروا السيرة النبوية الشريفة في ليلة 12 ربيع الأول بمناسبة المولد النبوي الشريف بدون أن يعطلوا نهاره كالعيد ؟ واختلفنا فيه ، قيل بدعة حسنة ، وقيل بدعة غير حسنة ؟
فأجاب فضيلته : ليس للمسلمين أن يقيموا احتفالا بمولد النبي - صلى الله عليه وسلم - في ليلة 12 ربيع الأول ولا في غيرها ، كما أنه ليس لهم أن يقيموا أي احتفال بمولد غيره - عليه الصلاة والسلام -.
لأن الاحتفال بالموالد من البدع المحدثة في الدين؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده في حياته - صلى الله عليه وسلم -، وهو المبلغ للدين والمشرع للشرائع عن ربه سبحانه، ولا أمر بذلك، ولم يفعله خلفاؤه الراشدون، ولا أصحابه جميعا، ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة .
فعلم أنه بدعة وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) متفق على صحته . وفي رواية لمسلم وعلقها البخاري جازما بها (( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )).
والاحتفال بالموالد ليس عليه أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بل هو مما أحدثه الناس في دينه في القرون المتأخرة فيكون مردودا . وكان عليه الصلاة والسلام يقول في خطبته يوم الجمعة : ((أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة)) رواه مسلم في صحيحه وأخرجه النسائي بإسناد جيد وزاد ((وكل ضلالة في النار)).
ويغني عن الاحتفال بمولده تدريس الأخبار المتعلقة بالمولد ضمن الدروس التي تتعلق بسيرته - عليه الصلاة والسلام -، وتاريخ حياته في الجاهلية والإسلام، في المدارس والمساجد وغير ذلك من غير حاجة إلى إحداث احتفال لم يشرعه الله ولا رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولم يقم عليه دليل شرعي .
والله المستعان. ونسأل الله لجميع المسلمين الهداية والتوفيق للاكتفاء بالسنة والحذر من البدعة .
كتاب الدعوة ج1 ص 240 - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الرابع
http://www.ibnbaz.org.sa/mat/85
ــــــــــــــــــــ
الإمام ابن تيمية لم يستحسن الاحتفال بالمولد النبوي
2. السؤال الثاني :
سئل فضيلة الشيخ ابن باز - رحمه الله - : ذكر أحد العلماء أن الإمام ابن تيمية رحمه الله يستحسن الاحتفال بذكرى المولد النبوي فهل هذا صحيح يا سماحة الشيخ؟.
فأجاب فضيلته : الاحتفال بالمولد النبوي - على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم - بدعة لا تجوز في أصح قولي العلماء؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يفعله، وهكذا خلفاؤه الراشدون، وصحابته جميعاً رضي الله عنهم، وهكذا العلماء وولاة الأمور في القرون الثلاثة المفضلة، وإنما حدث بعد ذلك بسبب الشيعة ومن قلدهم، فلا يجوز فعله ولا تقليد من فعله.
والشيخ تقي الدين أحمد بن تيمية - رحمه الله - ممن يُنكر ذلك ويرى أنه بدعة. ولكنه في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم) ذكر في حق من فعله جاهلاً، ولا ينبغي لأحد أن يغتر بمن فعله من الناس أو حبذ فعله أو دعا إليه، كمحمد علوي مالكي وغيره؛ لأن الحجة ليست في أقوال الرجال وإنما الحجة فيما قال الله - سبحانه - أو قاله رسوله - صلى الله عليه وسلم - أو أجمع عليه سلف الأمة. لقول الله - عز وجل- : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا } [1].
وقوله - سبحانه - : { وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ } [2] الآية، وقوله - سبحانه -: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذXXXXXXرَ اللَّهَ كَثِيرًا } [3]. وهو - عليه الصلاة والسلام - لم يفعل ذلك، وقد بلغ البلاغ المبين بأقواله وأفعاله - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابه - رضي الله عنهم - لم يفعلوا ذلك، ولو كان خيراً لسبقونا إليه، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) متفق على صحته. وقال - عليه الصلاة والسلام - : ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) أخرجه مسلم في صحيحه، وكان - صلى الله عليه وسلم - يقول في خطبه : ((أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة)) أخرجه مسلم في صحيحه.
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة وقد كتبت في ذلك كتابة مطولة بعض الطول، وفي بدع أخرى كبدع الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، وليلة النصف من شعبان. وقد طبعت كلها في كتيب بعنوان : (التحذير من البدع) وهو يوزع من دار الإفتاء ومن وزارة الشئون الإسلامية، وهو موجود في كتابي بعنوان (مجموع فتاوى ومقالات) في المجلد الأول ص227 فمن أحب أن يراجع ذلك فليفعل.
ونسأل الله أن يوفقنا وجميع المسلمين لمعرفة الحق واتباعه، وأن يعيذنا جميعاً من البدع والمنكرات ما ظهر منها وما بطن، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه. ________________
[1] سورة النساء الآية 59. [2] سورة الشورى الآية 10. [3] سورة الأحزاب الآية 21.
من ضمن أسئلة موجهة من المجلة العربية بإملاء سماحته في 29/ 5/ 1417 هـ - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء التاسع.
http://www.ibnbaz.org.sa/mat/2088
*****************
صناعة الطعام يوم المولد النبوي وتوزيعه
من فتاوى نور على الدرب
3. السؤال الثالث: عندنا عادة، وهي : في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول نعمل وجبة إفطار منذ الصباح الباكر، ونقوم بتوزيعها على الجيران، ونحن نهنئ الجيران، والأقرباء بعضهم بعضاً بحجة الفرح بالمولد النبوي، فهل لنا أن نستمر في عمل هذه الأطعمة، والأكل منها، ونعمل تلك الاحتفالات؟
أجاب فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - : هذا العمل ليس مشروعا، بل هو بدعة، ولو فعله بينه وبين الناس؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأصحابه ولم يفعلوا ذلك فلم يحتفل - صلى الله عليه وسلم - بمولده في حياته، ولم يأمر بذلك، وهو أنصح الناس - عليه الصلاة والسلام -، واعلم الناس، وأحرص الناس على الخير -عليه الصلاة والسلام-، فلو كان هذا العمل مشروعاً، وحسناً لفعله النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو أرشد إليه.
وهكذا الخلفاء الراشدون هم أفضل الناس بعد الأنبياء لم يفعلوه، ولم يأمروا به، وهكذا بقية الصحابة -رضي الله عنهم - لم يفعلوه ولم يأمروا به.
وهكذا سلف الأمة في القرون المفضلة من الأمة لم يفعلوه، وهم خير الناس بعد الأنبياء كما قال - عليه الصلاة والسلام - : (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم).
فالواجب عليكم ترك هذه البدعة، والحرص على إتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - في أقواله وأعماله، هذا هو الواجب على المسلمين أن يتبعوه، وأن ينقادوا لشرعه ويعظموا أمره ونهيه، وأن يسيروا على سنته ونهجه - عليه الصلاة والسلام -.
أما البدع فلا خير فيها فهي شر يقول - عليه الصلاة والسلام - : (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد). يعني فهو مردود . ويقول - صلى الله عليه وسلم - : (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).متفق على صحته.
وفي صحيح مسلم عن جابر - رضي الله عنه - قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في الخطبة – خطبة الجمعة – أما بعد : (فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة).
هذا العمل الذي فعلته من إهداء الطعام، أو احتفال وغير ذلك في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول بالطعام، أو بالصلوات، أو بالتزاور كله بدعة لا أصل له، يقول الرب - عز وجل - : (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) (31) سورة آل عمران . فاتباع النبي هو حقيقة الحب وهو دليل الحب الصادق، ويقول - عليه الصلاة والسلام - : (من رغب عن سنتي فليس مني)، فنوصيكم وغيركم من إخواننا المسلمين بترك هذه البدعة، وهي الاحتفالات بالمولد النبوي، أو بغير المولد النبوي. بالموالد الأخرى كلها غير مشروعة.
ولكن نوصيكم باتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - دائماً، والتفقه في الدين وتعليم الناس السنة، والحرص على طاعة الله ورسوله في كل شيء، هذا هو الواجب على جميع المكلفين أن يخلصوا لله العبادة، وأن يعظموه، وأن ينقادوا لشرعه، وأن يسيروا على نهج نبيه -صلى الله عليه وسلم- في القول والعمل، في جميع الأحوال قال تعالى في كتابه العظيم : (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) (7) سورة الحشر . وقال -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح: (من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصا الله).
فالواجب طاعته واتباع هديه -عليه الصلاة والسلام-. والحذر مما خالف هديه -عليه الصلاة والسلام- في كل شيء.
http://www.ibnbaz.org.sa/mat/9928
**************
هل يؤجر من وزع الحلوى يوم عيد المولد النبوي 4. السؤال الرابع :
في يوم المولد النبوي الشريف يتم في بعض مناطق قطرنا توزيع الطعام والحلوى على الناس إحياءً لهذا اليوم العزيز، ويقولون: إن توزيع الطعام والحلوى -وبالأخص الحلوى- لها أجر كبير عند الله -عز وجل-، هل هذا صحيح؟
أجاب فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - : الاحتفال بالمولد هذا مما أحدثه الناس، وليس مشروعاً، ولم يكن معروفاً عند السلف الصالح، لا في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا في عهد التابعين، ولا في عهد أتباع التابعين، ولا في القرون المفضلة، ولم يكن معروفاً في هذه العصور العظيمة، وفي القرون الثلاثة المفضلة، وإنما أحدثه الناس بعد ذلك، وذكر المؤرخون أن أو من أحدثه هم الفاطميون الشيعة حكام مصر والمغرب، هم مَن أحدث هذه الاحتفالات، الاحتفال بالمولد النبوي، وبمولد الحسين، ومولد فاطمة، والحسن، وحاكمهم. جعلوا هناك احتفالات لعدة موالد: منها مولد النبي -عليه الصلاة والسلام-، فهذا هو المشهور أنه أول من أحدث في المائة الرابعة من الهجرة، ثم حدث بعد ذلك من الناس الآخرين تأسياً بغيرهم، والسنة في ذلك عدم فعل هذا المولد؛ لأنه من البدع المحدثة في الدين، والرسول - صلى الله عليه وسلم - قال : (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وقال - عليه الصلاة والسلام - : (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) .
والاحتفال قربة وطاعة فلا يجوز إحداث قربة وطاعة إلا بدليل، وما يفعله الناس اليوم ليس بحجة، ما يفعله الناس في كثير من الأمصار، في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول، من الاحتفال بالموالد مولد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتوزيع الطعام أو الحلوى، أو قراءة السيرة في ذلك اليوم، وإقامة الموائد كل هذا ليس له أصل فيما علمنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا عن أصحابه - رضي الله عنهم -، ولا عن السلف الصالح في القرون المفضلة.
وهذا هو الذي علمناه من كلام أهل العلم، وقد نبّه على ذلك أبو العباس ابن تيمية - رحمه الله - شيخ الإسلام، ونبّه على ذلك الشاطبي - رحمه الله - في الاعتصام بالسنة، ونبّه على ذلك آخرون من أهل العلم، وبينوا أن هذا الاحتفال أمرٌ لا أساس له، وليس من الأمور الشرعية، بل هو مما ابتدعه الناس.
فالذي ننصح به إخواننا المسلمين هو ترك هذه البدع، وعدم التساهل بها، وإنما حب النبي - صلى الله عليه وسلم - يقتضي اتباعه وطاعة أوامره وترك نواهيه، كما قال الله - سبحانه - : (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ[آل عمران: 31].
فليس العلامة على حبه أن نحدث البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان، من الاحتفال بالمولد، أو الحلف بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، أو الدعاء والاستغاثة به، أو الطواف بقبره، أو ما أشبه ذلك، كل هذا مما لا يجوز، وليس من حبه - صلى الله عليه وسلم - بل هو من مخالفة أمره - عليه الصلاة والسلام -، فحبه يقتضي اتباعه وطاعة أوامره وترك نواهيه والوقوف عند الحدود التي حدها - عليه الصلاة والسلام -، هكذا يكون المؤمن، كما قال الله - عز وجل - : { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } [آل عمران: 31] . وقال -عز وجل - : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا } [الحشر: 7] . وقال - جل وعلا - : { قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ } [النور: 54].
ولو كان الاحتفال بالمولد أمراً مشروعاً لم يكتمه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإنه ما كتم شيئاً فقد بلغ البلاغ المبين - عليه الصلاة والسلام -، فلم يحتفل بمولده، ولم يأمر أصحابه بذلك، ولم يفعله الخلفاء الراشدون - رضي الله عنهم -، ولا بقية الصحابة - رضي الله عنهم -، ولا التابعون وأتباعهم بإحسان في القرون المفضلة، فكيف يخفى عليهم ويعلمهم من بعدهم؟! .
هذا مستحيل، فعلم بذلك أن إحداثه من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان، ومن قال: إنه بدعة حسنة، فهذا غلط لا يجوز، لأنه ليس بالإسلام بدع حسنة، والرسول - صلى الله عليه وسلم - قال : (كل بدعة ضلالة)، وكان يخطب الناس يوم الجمعة ويقول: (إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة) فلا يجوز للمسلم أن يقول فيه بدعة حسنة، يعني يناقض النبي - صلى الله عليه وسلم - ويعاكسه، وهذا لا يجوز لمسلم، بل يجب عليه أن يتأدب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويحذر مخالفة أمره - صلى الله عليه وسلم -، ومخالفة شريعته في هذا وغيره.
فلما قال - صلى الله عليه وسلم -: (كل بدعة ضلالة) هذه الجملة صيغة عامة تعم الموالد وغير الموالد من البدع، وهكذا ما أحدثه بعض الناس من الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج بليلة سبع وعشرين من رجب، أو ليلة النصف من شعبان، هذه أيضاً من البدع؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ما فعلها ولا فعلها أصحابه، فتكون بدعة، وهكذا جميع ما أحدثه الناس من البدع في الدين كلها داخلة في هذا النوع.
فليس لأحد من المسلمين أن يُحدث شيئاً من العبادات ما شرعه الله، بل يجب على أهل الإسلام الاتباع والتقيد بالشرع أينما كانوا، والحذر من البدعة ولو أحدثها من أحدثها من العظماء والكبار، فالرسول -صلى الله عليه وسلم - فوقهم، فوق جميع العظماء، وهو سيد ولد آدم، وهو الذي أوجب الله علينا طاعته واتباع شريعته، فليس لأحد أن يقدم على هديه هدي أحدٍ من الناس، ولا طاعة أحدٍ من الناس، ثم الله فوق الجميع -سبحانه وتعالى-، وهو الواجب الطاعة وهو الإله الحق - سبحانه وتعالى - وهو الذي بعث الرسول ليعلم الناس ويرشد الناس فالرسول هو المبلغ عن الله - عز وجل - . فلو كان الاحتفال بهذه الأمور مما أمره الله به لم يكتبه بل يبلغه لأنه عليه الصلاة والسلام بلغ البلاغ المبين، وهكذا أصحابه، لو كان بلغهم وأعلمهم لبلغوا أيضاً، فلما لم يأتنا هذا عنه علمنا يقيناً أنه من البدع التي أحدثها الناس.
وأن الواجب على أهل الإسلام ألا يوافقوا أهل البدع، بل عليهم أن يسيروا على النهج الذي سار عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسار عليه أصحابه الكرام - رضي الله عنهم - ثم أتباعهم بإحسان في القرون المفضلة، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.
http://www.ibnbaz.org.sa/mat/10202
*************
وقال فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
(..... الإحتفال بالمولد بدعة ومحرم.... ) فتاوى أركان الإسلام ص 172 _
*************
وهذه ((فتوى ونصيحة)) من الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله-
السؤال: ما حُكم مدح الرسول -صلى الله عليه وسلم- في ذِكْر مَولِدِه؟ وهل في زمن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- كان الصحابة يمدحونه؟ وهل نُؤجر في مدحِه؟ أو نُؤثم في تَركه؟ نرجو منكم التوجيه -جزاكم الله خيرا-.
الجواب: الحمد للهِ ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
مدحُ رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ووصفُه بالصفاتِ الحميدة، والأخلاق الفاضلة أمرٌ مطلوب مشروع، وكثرة الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- مِن أفضل الأعمال الصالحة التي تُقرِّب إلى الله -عزَّ وجلَّ-، ومَن صلى عليه مرةً واحدة صلى الله عليه بها عشرًا.
ولكن:
اتِّخاذ ذلك في ليلة معينة، أو يوم معين بلا دليل مِن الشرع؛ يُعتبر بدعة؛ لأن الثناء على رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- عبادة إذا لم يصل إلى حد الغلو، والعبادة لا بد أن يكون فيها إذنٌ مِن الشرع.
وما علمنا أن الشرع خص يومًا، أو ليلة معيَّنة ليُمدح فيها رسولَ الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إلا يوم الجمعة؛ فإنه -صلى الله عليه وسلم- قال: " أكثروا فيه من الصلاة عليَّ؛ فإن صلاتَكم معروضة ".
والاحتفال بليلة مَولِده -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لا يَصح -لا مِن الناحية التاريخية، ولا مِن الناحية الشرعية-.
أما من الناحية التاريخية: فإنه لم يَثبت أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وُلد في اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول -أو في ليلته-، وقد حقَّق بعضُ الفلكيين العصريين أنه وُلد في اليوم التاسع مِن شهر ربيع الأول.
وأما من الناحية الشرعية: فلو كان في الاحتفال بمولده أجر وثواب؛ لكان النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أول مَن يفعل ذلك؛ لأنه لن يُفوِّت فرصة فيها أجرٌ وثواب إلا قام بها -صلوات الله وسلامه عليه-، أو لأرشد أمته إلى ذلك بقوله!
وعلى فرض أن الأمر لم يكن في عهده؛ فلم يكن في عهد الخلفاء الراشدين -أعني الاحتفال بمولده-، ولا فيمن بعدهم!
وأول ما حدث في القرن الرابع الهجري؛ أحدثه بعض وُلاة إربل؛ فتبعه الناس على ذلك، لكن؛ لم يتبعه أحد ممن ينتمي إلى السلف الصالح -فيما نعلم-.
وحينئذ نقول:
إما أن يكون هذا الاحتفال قُربة يتقرب به إلى الله، أو بدعة لا تزيد العبدَ إلا ضلالة. فإن قلنا بالأول -بأنه قُربة يتقرب بها إلى الله-: فأين رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- منها؟! وأين الخلفاء الراشدون؟! وأين الصحابة؟!
فإما أن يُقال:
إن الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- جَهِلها ولم يعلَم شرع الله فيها. وإما أن يُقال: إنه علمها، ولكنه كتمها!!
وكِلا الأمرين خَطر عظيم!
سواء قلنا: إنه جهلها ولم يعلم، أو قلنا: إنه علمها ولكن كتم.
وكيف تكون من شريعة الله؛ وقد قال الله -تعالى-: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً }.
أين الكمال إذا كانت مشروعة ولم تُذكر في حياة الرسول -عليه الصلاة والسلام-؟!
وإذا قلنا:
إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- علمها ولكن كتمها عن الناس؛ فما أعظمها مِن فادحة!! لأنه يكون الرسول -عليه الصلاة والسلام- تُوفي ولم يُبلغ شيئًا مما أنزل الله عليه من الحق!!
ولهذا:
لو تأمل الإنسان هذه البدعة -وغيرها من البدع-؛ لوجد أن البدعة أمرها عظيم، وخطرها جسيم، وأنه لولا حُسن النية من بعض مُحدِثيها؛ لكان شأنهم شأن خطير جدًّا!
لذلك:
ننصح إخواننا المسلمين في مَشارق الأرض ومغاربها أن يَدَعُوا هذه البدعة، وأن يكتفوا بما شرع الله -تعالى- من تعظيم رسوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
وما ادَّعاه مُحدِثوها مِن أنها إحياء لذكرى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-؛ فنقول:
إنه إحياءٌ حذَّر منه النبي -عليه الصلاة والسلام-؛ حيث قال: " إيَّاكُمْ وَمُحْدَثاتِ الأُمور ". ثم نقول -أيضًا-: في الشريعة الإسلامية غِنى عن هذا الإحياء؛ فالرسول -صلى الله عليه
عدل سابقا من قبل بــريق الألمــاس في 2010-02-20, 10:35 عدل 3 مرات | |
|
بــريق الألمــاس مشرف المنتدي الديني
عدد المشاركات : 5583 العمر : 34 نقاط التميز : 110 عدد الأوسمة : 7 البلد : الحالة : الهواية : أوسمة المنتدي :
| موضوع: رد: لماذا الإحتفال بالمولد النبوي بدعه ؟؟تفضل لكي تعرف الإجابة 2010-02-20, 10:18 | |
| مناظرة فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - مع من يدعي جواز الإحتفال بالمولد النبوي
الشيخ الألباني : [color=navy]المولد النبوي الشريف هل هو خير أم شر ؟
[color=blue]محاور الشيخ : خير .
الشيخ الألباني : حسناً ، هذا الخير هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يجهلونه ؟
محاور الشيخ : لا .
الشيخ الألباني : أنا لا أقنع منك الآن أن تقول لا بل يجب أن تبادر وتقول : هذا مستحيل أن يخفى هذا الخير إن كان خيراً أو غيره على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ونحن لم نعرف الإسلام والإيمان إلا عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فكيف نعرف خيراً هو لم يعرفه ! هذا مستحيل .
محاور الشيخ : إقامة المولد النبوي هو إحياء لذكره صلى الله عليه وسلم وفي ذلك تكريم له .
الشيخ الألباني : هذه فلسفة نحن نعرفها ، نسمعها من كثير من الناس وقرأناها في كتبهم ؛ لكن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما دعا الناس هل دعاهم إلى الإسلام كله أم دعاهم إلى التوحيد ؟
محاور الشيخ : التوحيد .
الشيخ الألباني : أول ما دعاهم للتوحيد ، بعد ذلك فُرضت الصلوات ، بعد ذلك فُرض الصيام ، بعد ذل فُرض الحج ، وهكذا ؛ ولذلك امشِ أنت على هذه السنة الشرعية خطوة خطوة . نحن الآن اتفقنا أنه من المستحيل أن يكون عندنا خيرٌ ولا يعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم . فالخير كله عرفناه من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه لا يختلف فيها اثنان ولا ينتطح فيها كبشان ، وأنا أعتقد أن من شك في هذا فليس مسلماً . ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تؤيد هذا الكلام : 1. قوله صلى الله عليه وسلم : (( ما تركتُ شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به )) . فإذا كان المولد خيراً وكان مما يقربنا إلى الله زُلفى فينبغي أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه . صحيح أم لا ؟ أنا لا أريد منك أن توافق دون أن تقتنع بكل حرف مما أقوله ، ولك كامل الحرية في أن تقول : أرجوك ، هذه النقطة ما اقتنعت بها . فهل توقفت في شيء مما قلتهُ حتى الآن أم أنت ماشٍ معي تماماً ؟
محاور الشيخ : معك تماماً .
الشيخ الألباني : جزاك الله خيراً . إذاً { ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به }. نحن نقول لجميع من يقول بجواز إقامة هذا المولد : هذا المولد خيرٌ – في زعمكم - ؛ فإما أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه وإما أن يكون لم يدلنا عليه . فإن قالوا : قد دلنا عليه . قلنا لهم : { هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } . ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً أبداً . ونحن قرأنا كتابات العلوي [1] وغير العلوي في هذا الصدد وهم لايستدلون بدليل سوى أن هذه بدعة حسنة !! بدعة حسنة !! فالجميع سواء المحتفلون بالمولد أو الذين ينكرون هذا الاحتفال متفقون على أن هذا المولد لم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة الكرام ولا في عهد الأئمة الأعلام . لكن المجيزون لهذا الاحتفال بالمولد يقولون : وماذا في المولد ؟ إنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصلاة عليه ونحو ذلك . ونحن نقول : لو كان خيراً لسبقونا إليه . أنت تعرف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )) وهو في الصحيحين . وقرنه صلى الله عليه وسلم هو الذي عاش فيه وأصحابه ،ثم الذين يلونهم التابعون ، ثم الذين يلونهم أتباع التابعين . وهذه أيضاً لا خلاف فيها . فهل تتصور أن يكون هناك خير نحن نسبقهم إليه علماً وعملاً ؟ هل يمكن هذا ؟
محاور الشيخ : من ناحية العلم لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمن كان معه في زمانه إن الأرض تدور
الشيخ الألباني : عفواً ، أرجو عدم الحيدة ، فأنا سألتك عن شيئين علم وعمل ، والواقع أن حيدتك هذه أفادتني ، فأنا أعني بطبيعة الحال بالعلم العلم الشرعي لا الطب مثلاً ؛ فأنا أقول إن الدكتور هنا أعلم من ابن سينا زمانه لأنه جاء بعد قرون طويلة وتجارب عديدة وعديدة جداً لكن هذا لا يزكيه عند الله ولا يقدمه على القرون المشهود لها ؛ لكن يزكيه في العلم الذي يعلمه ، ونحن نتكلم في العلم الشرعي بارك الله فيك . فيجب أن تنتبه لهذا ؛ فعندما أقول لك : هل تعتقد أننا يمكن أن نكون أعلم ؛ فإنما نعني بها العلم الشرعي لا العلم التجربي كالجغرافيا والفلك والكيمياء والفيزياء . وافترض مثلاُ في هذا الزمان إنسان كافر بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم لكن هو أعلم الناس بعلم من هذه العلوم هل يقربه ذلك إلى الله زُلفى ؟
محاور الشيخ : لا .
الشيخ الألباني : إذاً نحن لانتكلم الآن في مجال ذلك العلم بل نتكلم في العلم الذي نريد أن نتقرب به إلى الله تبارك وتعالى ، وكنا قبل قليل نتكلم في الاحتفال بالمولد ؛ فيعود السؤال الآن وأرجو أن أحضى بالجواب بوضوح بدون حيدة ثانية . فأقول هل تعتقد بما أوتيت من عقل وفهم أنه يمكننا ونحن في آخر الزمان أن نكون أعلم من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين في العلم الشرعي وأن نكون أسرع إلى العمل بالخير والتقرب إلى الله من هؤلاء السلف الصالح ؟
محاور الشيخ : هل تقصد بالعلم الشرعي تفسير القرآن ؟
الشيخ الألباني : هم أعلم منا بتفسير القرآن ، وهم أعلم منا بتفسير حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، هم في النهاية أعلم منا بشريعة الإسلام .
محاور الشيخ : بالنسبة لتفسير القرآن ربما الآن أكثر من زمان الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فمثلاً الآية القرآنية { وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} (النمل:88) . فلو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأحد في زمانه إن الأرض تدور هل كان سيصدقه أحد ؟! ما كان صدقه أحد .
الشيخ الألباني : إذاً أنت تريدنا – ولا مؤاخذة – أن نسجل عليك حيدةً ثانية . يا أخي أنا أسأل عن الكل لا عن الجزء ، نحن نسأل سؤالاً عاماً : الإسلام ككل من هو أعلم به ؟
محاور الشيخ : طبعاُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته .
الشيخ الألباني : هذا الذي نريده منك بارك الله فيك . ثم التفسير الذي أنت تدندن حوله ليس له علاقة بالعمل ، له علاقة بالفكر والفهم . ثم قد تكلمنا معك حول الآية السابقة وأثبتنا لك أن الذين ينقلون الآية للاستدلال بها على أن الأرض تدور مخطؤون لأن الآية تتعلق بيوم القيامة { يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ }. لسنا على كل حال في هذا الصدد . وأنا أسلِّم معك جدلاً أنه قد يكون رجلاً من المتأخرين يعلم حقيقة علمية أو كونية أكثر من صحابي أو تابعي الخ ؛ لكن هذا لا علاقة له بالعمل الصالح ؛ فاليوم مثلاً العلوم الفلكية ونحوها الكفار أعلم منا فيها لكن مالذي يستفيدونه من ذلك ؟ لاشيء . فنحن الآن لا نريد أن نخوض في هذا اللاشيء ، نريد أن نتكلم في كل شيء يقربنا إلى الله زلفى ؛ فنحن الآن نريد أن نتكلم في المولد النبوي الشريف .
وقد اتفقنا أنه لو كان خيراً لكان سلفنا الصالح وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم به منا وأسرع إلى العمل به منا ؛ فهل في هذا شك ؟ .
محاور الشيخ : لا ، لا شك فيه .
الشيخ الألباني : فلا تحد عن هذا إلى أمور من العلم التجريبي لا علاقة لها بالتقرب إلى الله تعالى بعمل صالح . الآن ، هذا المولد ما كان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم - باتفاق الكل – إذاً هذا الخير ماكان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين ، كيف خفي هذا الخير عليهم ؟! . لابد أن نقول أحد شيئين : علموا هذا الخير كما علمناه – وهم أعلم منا – ، أو لم يعلموه ؛ فكيف علمناه نحن ؟! فإن قلنا : علموه ؛ - وهذا هو القول الأقرب والأفضل بالنسبة للقائلين بمشروعية الاحتفال بالمولد - فلماذا لم يعملوا به ؟! هل نحن أقرب إلى الله زلفى ؟! – لماذا لم يُخطيء واحدٌ منهم مرة صحابي أو تابعي أو عالم منهم أو عابد منهم فيعمل بهذا الخير ؟! هل يدخل في عقلك أن هذا الخير لا يعمل به أحدٌ أبداً ؟! وهم بالملايين ، وهم أعلم منا وأصلح منا وأقرب إلى الله زُلفى ؟ . ! أنت تعرف قول الرسول صلى الله عليه وسلم _ فيما أظن _ : (( لا تسبوا أصحابي ؛ فوالذي نفس محمد بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أُحدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصيفَهُ )). أرأيت مدى الفرق بيننا وبينهم ؟! . لأنهم جاهدوا في سبيل الله تعالى ، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتلقوا العلم منه غضاً طرياً بدون هذه الوسائط الكثيرة التي بيننا وبينه صلى الله عليه وسلم ، كما أشار صلى الله عليه وسلم إلى مثل هذا المعنى في الحديث الصحيح : (( من أحب أن يقرأ القرآن غضاً طرياً فليقرأهُ على قراءة ابن أم عبد )) يعني عبد الله بن مسعود . " غضاً طرياً " يعنى : طازج ، جديد . هؤلاء السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم لايمكننا أن نتصور أنهم جهلوا خيراً يُقربهم إلى الله زلفى وعرفناه نحن وإذا قلنا إنهم عرفوا كما عرفنا ؛ فإننا لا نستطيع أن نتصور أبداً أنهم أهملوا هذا الخير . لعلها وضحت لك هذه النقطة التي أُدندنُ حولها إن شاء الله ؟
محاور الشيخ : الحمد لله .
الشيخ الألباني : جزاك الله خيراً . هناك شيء آخر ، هناك آيات وأحاديث كثيرة تبين أن الإسلام قد كَمُلَ _ وأظن هذه حقيقة أنت متنبه لها ومؤمن بها ولا فرق بين عالم وطالب علم وعامِّي في معرفة هذه الحقيقة وهي : أن الإسلام كَمُلَ ، وأنه ليس كدين اليهود والنصارى في كل يوم في تغيير وتبديل . وأذكرك بمثل قول الله تعالى : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً } . الآن يأتي سؤال : وهي طريقة أخرى لبيان أن الاحتفال بالمولد ليس خيراً غير الطريقة السابقة وهي أنه لو كان خيراً لسبقونا إليه وهم – أي السلف الصالح – أعلم منا وأعبد . هذا المولد النبوي إن كان خيراً فهو من الإسلام ؛ فنقول : هل نحن جميعاً من منكرين لإقامة المولد ومقرِّين له هل نحن متفقون - كالاتفاق السابق أن هذا المولد ماكان في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم – هل نحن متفقون الآن على أن هذا المولد إن كان خيراً فهو من الإسلام وإن لم يكن خيراً فليس من الإسلام ؟. ويوم أُنزلت هذه الآية : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } لم يكن هناك احتفال بالمولد النبوي ؛ فهل يكون ديناً فيما ترى ؟ أرجو أن تكون معي صريحاً ، ولا تظن أني من المشائخ الذين يُسكِّتون الطلاب ، بل عامة الناس : اسكت أنت ما تعلم أنت ما تعرف ، لا خذ حريتك تماماً كأنما تتكلم مع إنسان مثلك ودونك سناً وعلماً . إذا لم تقتنع قل : لم أقتنع . فالآن إذا كان المولد من الخير فهو من الإسلام وإذا لم يكن من الخير فليس من الإسلام وإذا اتفقنا أن هذا الاحتفال بالمولد لم يكن حين أُنزلت الآية السابقة ؛ فبديهي جداً أنه ليس من الإسلام . وأوكد هذا الذي أقوله بأحرف عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس : قال : ((من ابتدع في الإسلام بدعة – لاحظ يقول بدعة واحدة وليس بدعاً كثيرة – يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة)). وهذا شيء خطير جدا ً ، ما الدليل يا إمام ؟ قال الإمام مالك : اقرؤا إن شئتم قول الله تعالى : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً } . فما لم يكن يومئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً . انتهى كلامه . متى قال الإمام مالك هذا الكلام ؟ في القرن الثاني من الهجرة ، أحد القرون المشهود لها بالخيرية ! فما بالك بالقرن الرابع عشر ؟! هذا كلامٌ يُكتب بماء الذهب ؛ لكننا غافلون عن كتاب الله تعالى ، وعن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن أقوال الأئمة الذين نزعم نحن أننا نقتدي بهم وهيهات هيهات ، بيننا وبينهم في القدوة بُعد المشرقين . هذا إمام دار الهجرة يقول بلسانٍ عربيٍ مبين : " فما لم يكن يومئذٍ ديناً ؛ فلا يكون اليوم ديناً" . اليوم الاحتفال بالمولد النبوي دين ، ولولا ذلك ما قامت هذه الخصومة بين علماء يتمسكون بالسنة وعلماء يدافعون عن البدعة . كيف يكون هذا من الدين ولم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة ولا في عهد التابعين ولا في عهد أتباع التابعين ؟! الإمام مالك من أتباع التابعين، وهو من الذين يشملهم حديث :(( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )). يقول الإمام مالك : " ما لم يكن حينئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً، ولا يَصلُح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أولها " . بماذا صلح أولها ؟ بإحداث أمور في الدين والُتقرب إلى الله تعالى بأشياء ما تقرب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ! والرسول صلى الله عليه وسلم هو القائل : (( ما تركتُ شيئاً يُقربكم إلى الى الله إلى وأمرتكم به )).
لماذا لم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحتفل بمولده ؟! . هذا سؤال وله جواب :
ل بالمولد النبوي مشروع ضد هذا الاحتفال غير المشروع , هذا الاحتفال المشروع كان موجوداً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعكس غير المشروع ،مع بَون شاسع بين الاحتفالين : أول ذلك : أن الاحتفال المشروع عبادة متفق عليها بين المسلمين جميعاً . ثانياً : أن الاحتفال المشروع يتكرر في كل أسبوع مرة واحتفالهم غير المشروع في السنة مرة . هاتان فارقتان بين الاحتفالين : أن الأول عبادة ويتكرر في كل أسبوع بعكس الثاني غير المشروع فلا هو عبادة ولا يتكرر في كل أسبوع . وأنا لا أقول كلاماً هكذا ما أنزل الله به من سلطان ، وإنما أنقل لكم حديثاً من صحيح مسلم رحمه الله تعالى عن أبي قتادة الأنصاري قال : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله : ما تقول في صوم يوم الإثنين ؟ قال : ((ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه ، وأُنزل القرآن عليَّ فيه)) . ما معنى هذا الكلام ؟ كأنه يقول : كيف تسألني فيه والله قد أخرجني إلى الحياة فيه ، وأنزل عليَّ الوحي فيه ؟! . أي ينبغي أن تصوموا يوم الاثنين شكراً لله تعالى على خلقه لي فيه وإنزاله الوحي عليَّ فيهِ . وهذا على وزان صوم اليهود يوم عاشوراء ، ولعلكم تعلمون أن صوم عاشوراء قبل فرض صيام شهر رمضان كان هو المفروض على المسلمين . وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ؛ فسألهم عن ذلك ؛ فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده فصمناه شكراً لله ؛ فقال صلى الله عليه وسلم : (( نحن أحق بموسى منكم )) فصامه وأمر بصومه فصار فرضاً إلى أن نزل قوله تعالى :{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه }. فصار صوم عاشوراء سنة، ونسخ الوجوب فيه . الشاهد من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شارك اليهود في صوم عاشوراء شكراً لله تعالى أن نجى موسى من فرعون ؛ فنحن أيضاً فَتَح لنا باب الشكر بصيام يوم الاثنين لأنه اليوم الذي وُلد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم الذي أُوحي إليه فيه . الآن أنا أسألك : هولاء الذين يحتفلون بالمولد الذي عرفنا أنه ليس إلى الخير بسبيل أعرف ان كثيراً منهم يصومون يوم الاثنين كما يصومون يوم الخميس ؛ لكن تُرى أكثر المسلمين يصومون يوم الاثنين ؟ لا ، لا يصومون يوم الاثنين ، لكن أكثر المسلمين يحتفلون بالمولد النيوي في كل عام مرة ! أليس هذا قلباً للحقائق ؟! . هؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى لليهود : { أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ } . هذا هو الخير : صيام متفق عليه بين المسلمين جميعاً وهو صيام الاثنين ومع ذلك فجمهور المسلمين لا يصومونه !! . نأتي لمن يصومه وهم قلة قليلة : هل يعلمون السر في صيامه ؟ لا لا يعلمون . فأين العلماء الذين يدافعون عن المولد لماذا لا يبينون للناس أن صيام الاثنين هو احتفال مشروع بالمولد ويحثونهم عليه بدلاً من الدفاع عن الاحتفال الذي لم يُشرع ؟!! . وصدق الله تعالى {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} . وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : (( للتتبعنَّ سَنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)) . وفي رواية أخرى خطيرة (( حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك )) . فنحن اتبعنا سنن اليهود ؛ فاستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير ، كاستبدالنا المولد النبوي الذي هو كل سنة وهو لا أصل له بالذي هو خير وهو الاحتفال في كل يوم اثنين وهو احتفال مشروع بأن تصومه مع ملاحظة السر في ذلك وهو أنك تصومه شكراً لله تعالى على أن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ، وأنزل الوحي فيه .
وأختم كلامي بذكر قوله - صلى الله عليه وسلم : - ((أبى الله أن يقبل توبة مبتدع)) . والله- تعالى - يقول : { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } وقد جاء في صحيح مسلم أن أحد التابعين جاء إلى السيدة عائشة -رضي الله عنها -.
محاور الشيخ : قراءة سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - أليس تكريماً له ؟
الشيخ الألباني : نعم
محاور الشيخ : فيه ثواب هذا الخير من الله ؟
الشيخ الألباني : كل الخير . ما تستفيد شيئاً من هذا السؤال ؛ ولذلك أقاطعك بسؤال : هل أحد يمنعك من قراءة سيرته ؟ أنا أسألك الآن سؤالاً : إذا كان هناك عبادة مشروعة ، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم ما وضع لها زمناً معيناً ، ولا جعل لها كيفية معينة ؛ فهل يجوز لنا أن نحدد لها من عندنا زمناً معيناً ، أو كيفية معينة ؟ هل عندك جواب ؟
محاور الشيخ : لا، لا جواب عندي .
الشيخ الألباني : قال الله – تعالى - : { أَمْ لَهُمْ شُرXXXXXXاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ.{ وكذلك يقول الله تعالى } : اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ{ [التوبة:31]. لما سمع عدي بن حاتم - رضي الله عنه - هذه الآية – وقد كان قبل إسلامه نصرانياً – أشكلت عليه فقال: إنا لسنا نعبدهم قال: (( أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلّون ما حرم الله، فتحلونه؟)) ، فقال: بلى. قال : (( فتلك عبادتهم )).
وهذا يبيِّن خطورة الابتداع في دين الله تعالى ]. انتهى .
************************
مفرغ مع بعض الاختصار من أحد اشرطة سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني رحمه الله تعالى . رقم الشريط 94/1
رحم الله شيخنا " محمد ناصر الدين الألباني" رحمة واسعة وجعل الفردوس الأعلى مأواه، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
http://www.alalbany.net/misc008.php | |
|
moon2010 عضو أساسي
عدد المشاركات : 3701 العمر : 44 نقاط التميز : 320 عدد الأوسمة : 10 البلد : الحالة : الهواية : أوسمة المنتدي : أوسمة المسابقات :
| موضوع: رد: لماذا الإحتفال بالمولد النبوي بدعه ؟؟تفضل لكي تعرف الإجابة 2010-02-20, 10:55 | |
| والله ماشالله عليك لغيرتك الشديدة على دينك ربي يكثر من امثالك ويجزيك الجنة ان شاء الله ماشالله عليك وربي يهديهم ويهدينا والاهم انك نورت الله يبارك فيك | |
|
بــريق الألمــاس مشرف المنتدي الديني
عدد المشاركات : 5583 العمر : 34 نقاط التميز : 110 عدد الأوسمة : 7 البلد : الحالة : الهواية : أوسمة المنتدي :
| موضوع: رد: لماذا الإحتفال بالمولد النبوي بدعه ؟؟تفضل لكي تعرف الإجابة 2010-02-20, 11:30 | |
| الله يفتح عليك اختي
مشكورة لمرورك ولكلماتك الرائعة
لك جزيل الشكر والتقدير
| |
|