بــريق الألمــاس مشرف المنتدي الديني
عدد المشاركات : 5583 العمر : 34 نقاط التميز : 110 عدد الأوسمة : 7 البلد : الحالة : الهواية : أوسمة المنتدي :
| موضوع: لمسات بيانية في سورة الكهف 2009-11-26, 20:52 | |
| قال الله تعالى :** الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا } (1) ** قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا } (2) ** مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا } (1) ** وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا } (4) [سورةالكهف]
سؤال 1:في سورة الكهف قال الله تعالى (ماكثين فيه أبدا) آية 3 فلماذالم تستخدم كلمة (خالدين)؟
المكث في اللغة: هو الأناة واللبث والإنتظار وليس بمعنى الخلود أصل المكث.
الله تعالى يقصد الجنّة (إن لهم أجراً حسنا) والأجر الذي يُدفع مقابل العمل وننظر ماذا يحصل بعد الأجر.
والجنّة تكون بعد أن يوفّى الناس أجورهم وفي الآية قال تعالى (أجراً حسناً) فالمقام هنا إذن مقام انتظار وليس مقام خلود بعد وعلى قدر ما تأخذ من الأجريكون الخلود فيما بعد الأجر وهو الخلود فيالجنّة.
ومن حيث الدلالة اللغوية الأجر ليس هو الجنّة لذا ناسب أن يأتي بالمكث وليس الخلود للدلالة على الترقّب لما بعد الأجر.
سؤال 2 : مااللمسة البيانية في استخدام (فأردت) (فأردنا) (فأراد ربك) في سورة الكهف في قصةموسى والخضر؟
الملاحظ في القرآن كله أن اللهتعالى لا ينسب السوء إلى نفسه ؛ أما الخير والنِعم فكلها منسوبة إليه تعالى كما فيقوله (وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونئا بجانبه وإذا مسّه الشر كان يؤوسا) ..
ولا نجد في القرآن فهل زيّن لهم سوء أعمالهم أبدا إنما نجد (زُيّن لهم سوء أعمالهم) وكذلك في قول الله تعالى على لسان إبراهيمعليه السلام (الذي يميتني ثم يحيين) وقوله (وإذا مرضت هو يشفين) ولم يقل يمرضني تأدباً مع الله تعالى.
(أَمَّا السَّفِينَةُفكانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَاوكانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً **79}) في هذه الآية الله تعالى لا ينسب العيب إلى نفسه أبداً فكان الخضر هو الذي عاب السفينة فجاءالفعل مفرداً.
(فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَارَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زكاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً **81})في هذه الآية فيها اشتراك في العمل قتل الغلام والإبدال بخير منه حسن فجاء بالضمير الدالّ علىالاشتراك.
في الآية إذن جانب قتل وجانب إبدال فجاء جانب القتل من الخضر وجاء الإبدال من الله تعالى لذا جاء الفعل مثنّى .
(وَأَمَّا الْجِدَارُ فكانَ لِغُلَامَيْنِيَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وXXXXXXانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وكانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَاكَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُمَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً **82}) .
في هذه الآية الجداركلّه خير فنسب الفعل لله وحده وأنه يدلّ على أن الله تعالى هو علاّم الغيوب وسبق فيعلمه أن هذا الجدار تحته كنز لهما وأنه لو سقط سيأخذ أهل القرية المال من الأولاداليتامى وهذا ظلم لهم والله تعالى ينسب الخير لنفسه عزّ وجلّ .
وهذا الفعل في الآية ليس فيه اشتراك وإنما هو خير محض للغلامين وأبوهما الصالح والله تعالى هو الذي يسوق الخير المحض. وجاءبكلمة رب في الآيات بدل لفظ الجلالة (الله) للدلالة على أن الرب هو المربيوالمعلِّم والراعي والرازق والآيات كلها في معنى الرعاية والتعهد والتربية لذا ناسب بين الأمر المطلوب واسمه الكريم سبحانه.
سؤال 3 : ماالفرق بين كلمة (قرية) وكلمة (مدينة) في القرآن الكريم كما وردتا في سورة يس وسورةالكهف؟
في اللغة : إذا اتّسعت القرية تُسمىمدينة ، والقرية قد تكون صغيرة وقد تكون كبيرة.
وفي سورة يس وردتالكلمتان (وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَاالْمُرْسَلُونَ **13}) و (وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَيَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ **20})
أي أنأصحاب القرية جدّوا في التبليغ حتى وصل إلى أبعد نقطة في المدينة مع بُعدها. وقولهتعالى (وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى) أي أن هذا الرجل جاء يحمل همّ الدعوة والتبليغ.
ووصل التبليغ إلى أقصى نقطة في المدينة مع أنهامتّسعة وهذا فيه دليل على جهدهم لنشر الدعوة والذي جاء حمل همّ الدعوة من أقصىالمدينة.
وفي سورة الكهف (فَانطَلَقَا حَتَّىإِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُقَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً77})
و(وَأَمَّاالْجِدَارُ فكانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وXXXXXXانَ تَحْتَهُكَنزٌ لَّهُمَا وكانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَاأَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُعَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً **82})
استطعم موسى والخضر أهل القرية على سعتها أي أنهما جالا فيها كلها وبلغ بهم الجوع كثيراً حتى استطعموا أهلها.
| |
|