الصوم هدية الله لنا

موضوع: الصوم هدية الله لنا 2008-09-12, 16:38

أرجوا من الجميع القراءة بتمعن

الصوم هدية الله لنا

مقدمة

نظراً لما رأيته هذه الأيام من هجمات شرسة على الإسلام والمسلمين
والتي للأسف تأتي معظمها من المسلمين أنفسهم
وخصوصا في هذه الأيام المباركة التي نعيشها حيث أنهم يريدوا أن يزرعوا في قلوب
المسلمين الغافلين فكرة ، وهي لماذا تحرمون أنفسكم من الطعام والشراب وهو حق من حقوق الإنسان ، وبدءوا يزعزعون الإيمان في قلوبهم وأصبحت الأجيال الجديدة أكثر بعدا عن الله
حيث أصبحوا يرددون كلام هؤلاء الجهلة عن الصوم
لذلك وددت أن أرد على كل من يتهم الصوم بأنه حرمان للنفس البشرية بالأسلوب علمي قبل الأسلوب الشرعي
حتى نبعد فكرة أن الصوم ضرر لنا

الصوم الفريضة التي أجرها عند الله

الصوم يا له من فرض إلهي عظيم منّ الله به علينا ، فالصوم رغم أنه عبادة ولهو أجرها ، إلا أنه أيضا فائدة لأجسامنا ، فسبحان الله إذا نظرنا إلى الصوم بوجه عام نجد أنه امتناع الإنسان عن طعامه وشربه وشهوته هذا من الناحية الجسدية ، وامتناعه عن عاداته وأفعاله السيئة من سب وشتم ونميمة ... إلخ وهذا طبعا من الناحية الروحانية
فإن كان امتناعك هذا خالصا لوجه الله تعالى أجرت على عملك كما قال الله عزّ وجل في الحديث القدسي (( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ))
فلقد ادخر الله عز وجل أجر الصوم في علم الغيب عنده لما لهذه الفريضة من أجر وثواب

الصوم رحمة للعباد

والصوم أيضا يعتبر رحمة للعباد ، حيث أننا عندما نحس بالجوع فإننا نحس بكل الناس الفقراء من حولنا وكيف أنهم يتألمون عند جوعهم وهذا رحمة من الله بعباده
أوليس هذا أكبر دليل على أن الإسلام يحضنا على الإحساس بالآخرين ومساعدتهم
وهذا ما يزعمه العالم المتحضر من خلال جمعية حقوق الإنسان
فسبحان الله جعل جزء من عبادتنا له أن نشعر بمثل ما يشعر به كل المحتاجين الذين لا يجدون طعاما ولا شرابا ، فنتّعظ بذلك ونقوم بمساعدتهم لأننا عندما نحس بإحساسهم نعرف مدى ألمهم

الصوم فائدة لأجسامنا

أكيد أن الكل قد قال هذا موضوع ديني لماذا وضعه في قسم الطب والصحة ، فلقد حان الآن أن نتحدث عن الصوم من الناحية العلمية وهذا ما سنستفيض به بإذن الله

إن الناظر إلى الصوم نظرة سطحية لا يعرف قيمته بالنسبة له ولجسمه كما ينظر إليه الغرب
ولكن عندما جاء العلم الحديث وأثبت للعالم فائدة الصوم للجسم البشري ، أصبح أطباء الغرب هم أنفسهم يصفون الصوم كعلاج لبعض الحالات
فسبحان الله فقد فرض علينا الصوم ولنا عليه أجر ، رغم أننا أخذنا أجرنا لحظة صيامنا لما له من فائدة عظيمة لأجسامنا
الصوم يقوم بإراحة جميع أعضاء الجسم وبذلك تقوم هذه الأعضاء باستعادة نشاطها وتنظيف نفسها من السموم .. كيف ؟
عندما تريح معدتك بأن تمنع عنها الأكل والشرب فإنك بذلك تقوم بإراحة جميع أعضاء الجسم وخصوصا أعضاء الجهاز الهضمي من كبد وبنكرياس وأمعاء وبالتالي فإن هذه الأعضاء تقوم بعميلة استشفاء لنفسها خلال راحتها فتزداد قدرتها على العمل والإنتاج والهضم كما يحدث لك عندما تتعب ماذا تفعل ؟؟
تريح جسمك بالنوم وعندما تنهض تجد نفسك وقد استعدت نشاطك
وهو أيضا راحة للأعصاب التي تبطن جميع هذه الأعضاء وإراحة أعصابك هو إراحة لعقلك من الضغوط الزائدة عليه
وسأقوم الآن بذكر الفائدة لكل عضو على حده حتى تعطي المعلومة فائدتها

الصوم والمعدة
إن الصوم من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس يعتبر رحلة استجمام مهمة للمعدة لتعود بعدها للعمل بنشاط وحيوية، وفي شكل عام يحقق الصوم للمعدة ما يأتي:
- يقلل من إفراز العصارة المعدية ما يسمح بضبط الحموضة المعوية.
- يمكّنها من رفع قدرتها على العمل.
- ينشط غددها الداخلية الموجودة في باطنها.
- يعطيها الفرصة لإصلاح ما تلف من أنسجتها ولترميم جدرانها.
- يسرّع الشفاء من بعض العلل التي تصيب المعدة في عقر دارها خصوصاً التهاب المعدة المزمن.

الصوم والأمعاء
إن أثر الصوم على الأمعاء يتجلى كالآتي:
- يحسن من حركة الأمعاء ما يسهل عملية طرد الفضلات وبالتالي منع الإمساك.
- يساعد الأمعاء على تجديد ترسانتها الخلوية خصوصاً الغدية لتعمل على أحسن ما يرام.
- يقدم معونة ثمينة للغاية للشفاء من العلل المزمنة من طريق منع التماس مع الطعام وإفساح المجال للخلايا الملتهبة لترمم نفسها.

الصوم والكبد
إن الكبد يقوم بوظائف حيوية تجعل منه المحور الرئيس لمختلف العمليات الإستقلابية في الجسم، فهو المصنع الفيزيولوجي البيوكيماوي الذي يتم فيه حرق العناصر الغذائية المهمة وخزنها، كما انه يلعب دور مصفاة للدم ويفرز مادة الصفراء وينظم مستوى السكر في الدم. وعند ممارسة فريضة الصوم يحصل للكبد الآتي:
- إراحة الكبد من عناء العمليات اللازمة لهضم الغذاء، وبناء على هذا فإنه يتفرغ لعملية تنقية الدم من السموم والفضلات العالقة به.
- إرغام الكبد على تفكيك سكر الغلوكوجين والعمل على تجديده لاحقاً.
- تجديد قدرة الكبد على تخزين سكر الطاقة الغلوكوز.
- المساهمة في تجديد شباب الخلايا الكبدية.
- مساعدة الكبد في التخلص من نواتج العمليات البيولوجية التي تتراكم بين خلاياه.
- الوقاية من الإصابة بمرض التشحم الذي ينتشر بكثرة بين المصابين بالبدانة، وقد بينت البحوث العلمية أهمية الصوم في علاج هذا النوع من التشحم، إذ في الصوم تنشط عملية هدم الأحماض الدهنية الكبدية على حساب بنائها ما يشجع عملية التخلص من الشحم.

الصوم والبنكرياس
كما هو معروف فإن غدة البنكرياس تفرز هرمون الأنسولين الذي يعمل على تنظيم سكر الدم، وهرمون الغلوكاغون الذي يقوم بفعل معاكس للأنسولين.
أيضاً تفرز البنكرياس عصارة تحتوي على إنزيمات مهمة لهضم البروتينات والدهون والسكريات قبل أن يتم امتصاصها من قبل الأمعاء.
إن الصوم يقدم للبنكرياس منفعتين هما الراحة اللازمة لبناء وإصلاح خلاياه، وتحسين الكفاءة الوظيفية لهذه الخلايا.

خلوف فم الصائم

خلال صومك يستهلك جسمك السكريات المتراكمة في دمك فيقوم بإحراقها لتوليد الطاقة اللازمة لحركتك ، وعند انتهاء هذه السكريات ( عندما تقوم بمجهود إضافي ) فإن الجسم يقوم بحرق جزء من شحوم الجسم المختزنة ، فينتج عن ذلك أجسام كيتونية ،تقوم هذه الأجسام بإعطاء الفم رائحة مميزة تسمى (( الخلونة )) وسمّاها رسول الله e بخلوف فم الصائم حيث قال :
(( لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ))
فوائدها
تساهم في حرق الدهون المختزنة بالجسم حيث تبدأ بالأحدث إلى الأقدم
ترفع درجة حموضة الجسم والبول لمقاومة الالتهابات المزمنة ولزيادة طرح الأملاح المتراكمة في الجسم وخاصة كلوريد الصوديوم مما يساعد على انخفاض الضغط الشرياني لمرضى الضغط
إعطاء راحة للعصارة الهاضمة في المعدة والكبد وتحسين الدورة الدموية

ونحن نكتفي بقول رسولنا الكريم الذي لا ينطق عن الهوى
عن أبي هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله: (( كل عمل بن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يسخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك وللصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه )) صحيح مسلم
وأعذروني لإطالتي الموضوع ولكن لحرصي على أن أوضح مفهوم الصوم
الذي لم يعد يعرفه كثير من الناس
نتيجة لتلك الأفكار السلبية التي تنخر في مجتمعنا

الكاتب : almada360

المواد العلمية منقولة

أرجو التعليق والرد على الموضوع