بسم الله الرحمن الرحيم
....................................
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
أخواني الكتاب وأصحابي المؤلفين وأصدقائي الروائيين وزملائي القاصين (الحكايات والقصص والروايات) أهم ما فيها ما تقدمه لنا من (قيم وأهداف ومعاني ومعلومات) تنير عقولنا وتطور مداركنا وترقي خيالنا وتعلي فهمنا وتصعد بطموحنا إلى عالم الارتقاء وجوهر الاعتلاء ومبنى النماء لنصل إلى قدرة الصفاء لنستفيد بالعطاء ونقدر على البقاء لكي ننال المعلومة المفهومة ونتزود بفكرة ستنمي بنا قدرة تقودنا للامام لكي نحقق المهام ونكون ذا إقدام ليصبح فعلنا (تماما تمام) ولا أقول إلا حكاية قصيرة لها معنى أفضل من رواية طويلة ليس لها معنى وقصة طويلة لا تقدم لنا فائدة اقل أهمية من كلمة واحدة تعبر عن الفائدة لهذا أنا أخوكم سأقدم لكم مجموعة قصص صغيرة تحمل فوائد كبيرة أتمنى أن تنال استحسانكم وترقي عقولكم وتسليكم وتفيدكم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القصة (1) الأولى
(الشجاع المتهور والذكي المتزن)
تقابل رجلا ضخما شجاعا متهور الكل منه يخاف لهيئته وهيبته وأهميته وقيمته بين الناس معا رجلا نحيلا ونحيفا وقصيرا إلا انه ذكي وعاقل يستخدم عقله كثيرا قبل أن يفعل أي عمل ما فنظر الرجل الضخم إلى نحاله الرجل الأخر وبادره وقال له أنت بكل تفاخر وعنجهية وتكبر واعتلاء فأنصت له الرجل الصغير بالجسم ذو العقل الكبير وقال له نعم (ماذا تريد) قال أتعلم أنني أنا الأقوى بهذه القرية كلها ولا أحد يستطيع أن يضع عينيه بعيني فأنا أمثل القوة والسلطة في هذه البلدة كلها لهذا لا أعتقد من هو أفضل مني في هذه الديار لهذا يجب علي أن أفرض قوانيني على الجميع فقال له الرجل العاقل (إذا كنت أنت القوة كما تقول) فمن هو (محركها) فرد عليه الرجل بغضب وقال له (ماذا تقصد) قال له الذكي شارحا معنى قوله (ما أقصده) هو قوة بلا عقل يقود هذه القوة للصواب والمنطق والحق لا تنفع وقاطعه الرجل الضخم صارخا في وجهه وقال (بل أقول) عقلا بلا قوة لا نفع له ثم (رد) عليه الرجل العاقل قال فعلا (لا نفع لعقل بلا قوة) ورد عليه الرجل الضخم قائلا (ماذا تقصد بهذا الكلام) قال له الرجل العاقل (أقصد ما فهمه عقلك) هل فهم عقلك شيئا (رد) عليه الرجل الضخم قال انك (تهينني) قل ماذا تقصد قبل أن أفتك بك قال له الرجل العاقل (هل تستطيع) فرد عليه الرجل الضخم بشكل متسرع وقال ألان سأفتك بك لترا إني أستطيع وأستطيع فعل ما لا تستطيع فعله فقال له الرجل العاقل قبل أن تفتك بي (أنظر من سيأتيك من خلفك) وألتفت الرجل الضخم يبصر بكل الاتجاهات ليشاهد من سيأتي من خلفه بحذر وشدة وترقب وعمق بالنظر والرؤية إلا إن صابه الملل فألتفت بعد أن أقتنع بأنه لا يوجد شي خلفه وأرجع النظر إلى الرجل العاقل (فلم يجده في مكانه) وقال أين أنت والله سأقتلك ثم ظهر الرجل العاقل وقال له إن كنت رجلا تقدم إلي وكان واقفا شامخا كالأسد الذي أمامه فريسته بينما تقدم الرجل الضخم بتهور وتسرع وغضب سيطر على نفسه وقبل أن يصل إلا الرجل العاقل دهس برجليه شوكة وضعها الرجل العاقل بمكان ما أثناء بحث الرجل الضخم عن من سيأتي من خلفه وعندما دهس الرجل الضخم الشوكة سقط مترنحا صارخا من شدة الألم وقال للرجل العاقل (لقد خدعتني) وأجابه الرجل العاقل (هل علمت) ألان بأن من ليس له عقلا أصبحت قوته عالة عليه وبكى الرجل الضخم من شدة (الذل والقهر) بينما مشى الرجل العاقل مبتسما (بكل ثقة واتزان)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
القصة (2) الثانية
(الرجل العاقل والرجل الجاهل في سباق)
بإحدى المرات كانت هناك دورة (بطولة) للسباق (الجري) نظمها أهل القرية وكان السباق بينهم وبعد تحديد اتجاه ووجهة السباق ومسافته (لاحظ) المتسابق محدود العقل بأن المتسابق العاقل (يحمل حقيبة صغيرة) وضحك عليه (الرجل الجاهل) وقال له موجها كلامه إليه (صدقني هذا ما سيخسرك) المسافة طويلة والحر شديد وتحمل معك (حقيبة) يا الهي ما هذا العقل ورد عليه المتسابق العاقل (وقال له وما أدراك يا رجل لعله هو من يربحني) فقال له المتسابق الجاهل (أنت تحلم) ورد عليه المتسابق العاقل (قال قريبا سنرى من الذي يحلم أنا أم أنت) وأثناء بدء السباق واستعداد المتسابقين (سمعوا صافرة الانطلاق) وبدأ السباق وركض المتسابق الجاهل بأقصى سرعته واضعا جميع جهده وطاقته بالركض بينما المتسابق العاقل هرول لأنه يدرك طول المسافة حافظ على طاقته وبعد مدة من السباق بين الهرولة والركض والمشي أصبح الجو حارا وشديد وازداد التعب وزاد العطش لدا المتسابقين وتكاثر العرق الذي صعب الرؤية عليهم وأحجبها عن أعينهم وبعد هذه التأثيرات سيكشف المتسابق العاقل عن سر (حمل الحقيبة) ففتحها وأخرج منها (ماء) وبلل رأسه وأزال عرقه وروى عطشه وبلل جسمه وبرد نفسه وأكمل مشواره بعد أن استعاد بعض من طاقته المستنزفة وأثناء ركضه وجد المتسابق الجاهل طريحا بالأرض من شدة التعب والكلل والعطش لا يقوى على التنفس وذبحه الضما وأثناء مرور المتسابق العاقل عليه أهدى له وعاء ماء وقال له (خيرها بغيرها) وأكمل مشواره العاقل إلا خط النهاية معلنا انتصاره وبهذا الانتصار أدرك الجاهل تسرعه وعدم تفكيره والخطأ الذي وقع به وتندم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
القصة (3) الثالثة
(الرجل القوي والرجل المفكر)
كان في يوما ما (أصحاب) كلا منهم يمتلك قدرة تميزه عن الأخر (الأول) يمتلك قوة جسدية تساعده على العمل والصناعة والجهد والجد ليبني ما يهتم به ويصنع ما يفيد به نفسه وغيره و الرجل (الثاني) كان له قوة عقلية يفكر ويخطط ويتصور ليبني الأفكار ويساهم في حل المشكلات وتطوير المستويات ليقدم خدمة توعية الآخرين وكان هذان الأصحاب متعاونين معا بعضهم كلا منهم يكمل الأخر وبإحدى الأيام أثناء نقاشهم معا بعضهم البعض (اختلافا) من حيث الأفضلية بينهم واعتقد كلا منهم بأنه أفضل من الأخر حتى اشتد النقاش بينهم وتقاطعا وانفصلا على بعضهم البعض وأصبح يعملان لحالهم فأراد القوي إثبات بأنه الأفضل بطريقة عملية فراح (يعمل بلا تخطيط) وبلا (نظام) وبلا (تصور) وأصبح عمله عشوائي لا مضمون له وهذا ما اخسره وقته وجده وجهده وأصبح يهدم بدل آن يبني بسبب وضع قوته باتجاهات سلبية لأن غياب الفكرة سبب في تعطيل القوة واستغلال القوة باتجاهات غلط وبنفس الوقت الرجل المفكر بادر على إثبات أفضليته بشكل جاد فكتب مشروعه وتصوره وتخيله وخطط له وصممه ورسمه بعقله وكتبه ولكن لم يرى النور بسبب غياب القوة (التطبيق والعمل) حتى تكاثرت لديه المشاريع التي هي بلا أعمال وبلا أفعال إنما تخطيطات وأفكار وبعد يأس ومعاناة تقابلا واعترفا بأن لنفع لهما إلا باجتماعهم وبعد اجتماعهم تطورت مشاريعهم وسخروا قدراتهم بالاتجاهات الصائبة وحققوا مشاريعهم وأفكارهم باتجاهاتهم الصحيحة وبالمستقبل استطاعا باندماج القوة العقلية +القوة العملية ببناء المدارس والمعاهد والشركات والمؤسسات وكل ما ينمي العقل ويقوي الفعل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
القصة (4) الرابعة
(حوار الرجل الذكي والرجل الغبي)
تقابل رجلا ذكي معا رجلا غبي ومثل الذكي أمام الرجل الغبي (دور الغبي) بينما تقمص الرجل الغبي (دور الذكي) وبعد تحاورهم وكلامهم ذهب الرجل الذكي الذي أتقن دور الغباء (وبعد ساعة) تحسس الرجل الغبي ملابسه وأكتشف انه فقد ماله وبينما هو واضع يديه في جيبه تحسس ورقة استخرجها وقرائها وحك رأسه كان مكتوب بها (الذكي يستطيع إقناعك بأنك غبي ولكن الغبي لا يستطيع إلا أن يكون غبيا)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
كلمة أخيرة
أهم ما في القصة العبرة والقيمة والفائدة والحكمة التي سنوظفها إنشاء الله بالحق لننال ثمرة الفوائد ونستفيد
(لا تفكر بالقصة أو الحكاية أو الرواية بقدر تفكيرك (بحكمة القصة) و (هدف الحكاية) و (عبرة الرواية